
احتفل مسؤولون يمنيون وكوريون جنوبيون، الأربعاء، بمرور أربعة عقود على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مُصوّرين شراكتهما كنموذج نادر للتعاون الناجح في ظل المشهد الدولي المُعقّد الذي تعيشه اليمن جرّاء الصراع الدائر.
وشدّد الجانب اليمني على دعم سيول الثابت للحكومة الشرعية في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
وخلال الاحتفالية التي نظّمتها سفارة كوريا الجنوبية في عدن تحت شعار "كوريا الجنوبية واليمن.. صداقة تتجاوز أربعين عاماً"، أشاد الدكتور يحيى الشعيبي، مدير مكتب رئاسة الجمهورية، بالعلاقات الثنائية باعتبارها "مثالاً للتعاون الصادق القائم على المصالح الاستراتيجية المشتركة"، منذ انطلاقتها عام 1985.
وذكّر باستثمار كوريا المبكّر في قطاع النفط اليمني، الذي وصفه بـ"أول اكتشاف عالمي للطاقة بالنسبة لجمهورية كوريا"، مُساهماً في دفع عجلة التنمية باليمن وفي تعزيز الارتقاء الاقتصادي لسيول بعد حربها الأليمة.
وقال الشعيبي: "إن اليمن تنظر إلى النهضة الكورية كإلهامٍ لشعوب تسعى إلى إعادة البناء، فقد انتقلت كوريا من رماد الحرب إلى معجزة اقتصادية تُحتذى"، مُؤكداً أن العلاقات تحوّلت إلى "رابطة استراتيجية مخلصة" صمدت أمام تحديات العقود الطويلة من الاضطرابات اليمنية.
ونوّه بدعم سيول السياسي الفاعل في المحافل الدولية، لا سيما عبر مواقفها الثابتة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ورئاستها لـ"لجنة العقوبات" التي تستهدف القيادات الحوثية، معتبراً ذلك دعماً حاسماً لجهود استعادة الدولة اليمنية ومواجهة الانقلاب المدعوم من إيران الذي سيطر على صنعاء عام 2014.
وشدّد الشعيبي، في الحضور الذي ضمّ وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، على أن "العديد من الدول تراجعت عن دعم اليمن، لكن كوريا الجنوبية وقفت إلى جانب شرعيته.. وهذا جوهر الصداقة الحقيقية".
كما أبرز الدور الحيوي للوكالة الكورية للتعاون الدولي (كويكا) في تنفيذ مشاريع صحية وتعليمية وبرامج بناء قدرات استفاد منها آلاف اليمنيين، حتى في ظل انهيار البنية التحتية جرّاء الحرب.
بدوره، أكّد أسامة العود، وكيل وزارة الخارجية لشؤون الشؤون المالية والإدارية، اعتزاز اليمن "بما حققته العلاقات من إنجازات خلال 40 عاماً، وما اتسمت به من صدقٍ في التعاون واحترام متبادل".
بينما شدّد السفير الكوري لدى اليمن بونج كاي دو على حرص بلاده على "توسيع آفاق التعاون الثنائي مستقبلاً"، معرباً عن تطلّعه لتعزيز المبادرات المشتركة التي تخدم مصالح الشعبين في مجالات التجارة والتكنولوجيا والتنمية.
وجاءت الفعالية محملة برسائل جيوسياسية دقيقة، حيث ربطت الحكومة الشرعية بين دعم سيول الثابت للحكومة الشرعية وموقفها الرافض للاعتراف بسلطة الحوثيين في صنعاء، كجزء من استراتيجيتها الدبلوماسية لحشد التأييد الدولي.
وتمثّل هذا الدعم في تصويت سيول المتواصل ضد الاعتراف بجماعة الحوثي في قرارات الأمم المتحدة، بما فيها فرض العقوبات.إلا أن الحدث تركّز أيضاً على المستقبل.
ففي ختام كلمته، رسم الشعيبي مقارنة بين طموحات اليمن وتجربة كوريا بعد حربها عام 1953، قائلاً: "إذا استطاعت أمة أن تنهض من الرماد، فإن اليمن قادرٌ على ذلك أيضاً".
ووسط تصفيق الحضور، بدا الرسالة واضحة: وسط اليأس الذي يلف اليمن، تُقدّم هذه الشراكة التي دام أربعة عقود بصيص أملٍ.. وخارطة طريقٍ للنهوض.

- المقالات
- حوارات