
أكدت مصادر سياسية في العاصمة صنعاء أن هناك غضب شعبي عارم على الميلشيات الحوثية جراء القصف الأخير على صنعاء؛ كونها من جلبت الدمار لليمن، في وقت تعيش فيه المدينة حالة من الاحتقان غير المسبوق مع تفاقم الأزمات المعيشية وانعدام الرواتب لسنوات طويلة.
اسواق العاصمة المغتصبة صنعاء مثل باب اليمن ومذبح وباب شعوب والصافية، حيث يتكدس السكان في أحياء مكتظة، تتحول الأحاديث اليومية إلى صرخات استغاثة من تردي الأوضاع المعيشية، بينما تزداد ثروات قيادات الميليشيات يوماً بعد يوم.
لم تعد رواتب الموظفين سوى ذكرى، بعد أن قطعت الميليشيات الحوثية مرتبات الالاف من الموظفين من عشر سنوات، في إجراء تعسفي يهدف إلى استنزاف الشعب وإبقائه تحت وطأة الجوع واليأس.
"لم أتلق راتبا كاملا منذ سنوات، بينما أرى قادة الحوثي يستعرضون بسياراتهم الفارهة ويملكون عمارات وطيرمانات جديدة في معظم الاحياء الراقية"، يقول محمد الهمداني، موظف حكومي سابق، مضيفاً بغضب: "هم من جلبوا لنا هذه الكارثة عندما ربطوا مصير بلادنا بمصالح إيران، وها هي دولة الكيان الصهيوني تقصفنا اليوم بسبب مغامراتهم المجنونة".
في باب اليمن، حيث كانت الحياة تزدهر قبل الحرب، يقف الباعة يشكون من انعدام القوة الشرائية، بينما ترتفع أسعار السلع الأساسية بنسبة تفوق 400% مقارنة بعام 2014. "لم يعد أحد يشتري، فكيف لنا أن نعيش؟"، هكذا تحدثت ام محمد، بائعة خضار في الخمسينيات من عمرها، بينما كانت تجمع بقايا بضاعتها التي لم تبع "الحوثيون يسرقون أموالنا ويربطون اليمن بحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وها هي صنعاء تُقصف اليوم بسبب عنجهيتهم".
المصادر أكدت أن الغضب الشعبي تضاعف بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع في صنعاء واخرها اليوم حيث قصف مخازن غاز، حيث يرى المواطنون العاديون أن هذه الهجمات هي نتيجة مباشرة للسياسات التخريبية للميليشيات، التي تستخدم اليمن كمنصة للاعتداء على الملاحة الدولية، وتهديد الدول المجاورة، متجاهلة مصلحة المواطن اليمني، الذي يدفع الثمن دماً ودماراً.
في الأحياء الشعبية يتنامى الغضب العارم من سياسات الميليشيات التي حولت اليمن إلى ساحة حرب إقليمية. "لقد سئمنا من هذه المغامرات"، يقول طالب جامعي طلب عدم الكشف عن اسمه، "الحوثيون يدّعون أنهم يدافعون عن اليمن، لكنهم في الواقع يجلبون لنا الدمار والخراب".
الناشطون في صنعاء يؤكدون أن حالة السخط وصلت إلى حد غير مسبوق، مع تزايد الانتقادات الصريحة للميليشيات في الأحياء السكنية، حتى في الأماكن التي كانت تُعتبر معاقل آمنة للحوثيين. "لقد فقدوا شرعيتهم الشعبية تماماً"، يقول باحث اجتماعي في صنعاء، "الناس لم تعد تخاف من التعبير عن رأيها، لأن الجوع أقوى من الخوف".
المصادر أشارت إلى أن قيادات الحوثي تعيش حالة من القلق الشديد من تنامي الغضب الشعبي، خاصة مع انتشار مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر مواطنين يعبرون عن غضبهم من "المغامرات الحوثية التي جلبت القصف الإسرائيلي على صنعاء"، في وقت يعاني فيه الناس من أبسط مقومات الحياة.
الغضب في صنعاء لم يعد مقتصرًا على الفقراء والموظفين المعدومي الرواتب، بل امتد إلى أوساط كانت تدعم الميليشيات في السابق، حيث بدأت حتى بعض العائلات القبلية الموالية للحوثيين تنتقد سياساتهم التي جعلت اليمن "هدفًا لكل من هب ودب"، على حد تعبير أحد وجهاء صنعاء الذي قال: "لقد خذلوا اليمن وشعبه، وجعلوا من بلادنا ملعباً للقوى الإقليمية".
في ظل هذا الوضع المتفجر، تواصل الميليشيات الحوثية فرض الجبايات غير الشرعية ونهب الموارد، بينما تزداد معاناة السكان يوماً بعد يوم، في مؤشر خطير على أن صبر الشعب اليمني قد أوشك على النفاد، وربما تشهد الأيام القادمة موجة احتجاجات غير مسبوقة في العاصمة التي كانت يوماً معقل الميليشيات.

- المقالات
- حوارات