الرئيسية - تكنولوجيا - نظامُ تصنيف المستخدمين بناءً على المصداقية… خطةٌ جديدةٌ لـ فيسبوك لمحاربة الأخبار المزيفة
نظامُ تصنيف المستخدمين بناءً على المصداقية… خطةٌ جديدةٌ لـ فيسبوك لمحاربة الأخبار المزيفة
الساعة 04:48 مساءاً (متابعات)

وفق مقياس يتكون من 0 إلى 1، تراهن فيسبوك على محاربة الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة التي تشكّل الحسابات الشخصية مصدرًا أساسيًا لها. يُظهر نظام تقييم فيسبوك الذي لم يتمّ الإعلان عنه سابقًا، والذي طوّرته الشركة على مدار العام الماضي، أنَّ أنظمة التكنولوجيا قد تطوّرت لتشمل قياس مصداقية المستخدمين للمساعدة في تحديد الجهات الفاعلة الخبيثة على المنصة.


قالت تيسا ليونز مديرة المنتج المسؤول عن مكافحة التضليل الإعلامي في مقابلة صحفية إنَّ فيسبوك قام بتطوير تقييم سمعة المستخدمين كجزء من جهوده ضد الأخبار المزيفة، وقد اعتمدت الشركة مثلها مثل الآخرين في مجال التكنولوجيا على مستخدميها منذ فترة طويلة للإبلاغ عن المحتوى المخالف، ولكن بما أنَّها قد أعطت الناس المزيد من الخيارات بدأ بعض المستخدمون في الإبلاغ عن عناصر صحيحة على أنَّها مزيفة، وهو تطوّر جديد على حرب المعلومات، ويقوم به المستخدمون أيضًا لكونهم يعارضون تلك الحقائق أو لا يؤمنون بها.

وقالت ليونز:


“ليس من غير الشائع أن يخبرنا الناس أنَّ هناك شيئًا خاطئًا ببساطة؛ لأنَّهم لا يتفقون مع فرضية قصة ما أو أنَّهم يحاولون عن قصد استهداف ناشر بعينه، في بعض الأحيان تصلنا تبليغات تستهدف منشورات، إمَّا لأنَّ المستخدم يختلف بالرأي مع ما ورد فيها، أو في بعض الأحيان باستهداف صفحات أو ناشرين محددين للإضرار بهم”.

ما الذي نعرفه عن نظام تصنيف المستخدمين على فيسبوك
لا تعتبر الشركة أنَّ درجة ثقة المستخدم يجب أن تكون مؤشرًا مطلقًا لمصداقية الشخص، كما لا توجد درجة سمعة موحدة واحدة تمّ تعيينها للمستخدمين.

بدلًا من ذلك، فإنَّ النتيجةَ هي قياس واحد من بين الآلاف من القرائن السلوكية الجديدة التي يأخذها فيسبوك بعين الاعتبار؛ لأنَّه يسعى إلى فهم المخاطر.

يراقب فيسبوك أيضًا المستخدمين الذين لديهم ميل إلى الإبلاغ عن المحتوى المنشور من قِبل الآخرين كمشكلة، وأيّ ناشر يُعتبر موثوقًا به من قِبل المستخدمين.

وليس من الواضح المعايير التي يعتمد عليها فيسبوك في تحديد مصداقية كلّ مستخدم على حدة، لكن ما نعرفه أنَّ كلّ مستخدم على المنصة يتمّ تقييمه من 0 إلى 1، حيثُ يمكن أن نجد مستخدمًا مصداقيته 0، وهو ما يعني أنَّ الشركة ستعمل على التقليل من وصول منشوراته، بينما كلما كان التقييم 0.1 فما أعلى إلى 1 كلما كان وضعه جيدًا.

نظام التقييم في وقت مهم


ويأتي نظام تقييمات السمعة في الوقت الذي يعكف فيه وادي السيليكون، الذي يواجه التدخل الروسي والأخبار المزيفة واللاعبين الإيديولوجيين الذين يسيئون استخدام سياسات الشركة، على إيجاد حل لهذه المشاكل مع توجه هذه الشركات لتحمل مسؤوليتها بعد ضغوط قوية من المشرعين.

رغم أنَّه تراجع ظهور منشورات الصفحات العامة الخاصة بالإعلام بناءً على تحديث خوارزمية خلاصة الأخبار في وقتٍ سابق من هذا العام، إلَّا أنَّ المشاكل التي تعاني منها المنصة لم تختفِ.

هذا يجعل النظرية التي تقول بأنَّ الحسابات الشخصية هي الأُخرى تُعدُّ مصدرًا للأخبار المزيفة، وبالطبع هناك الكثيرُ من المدونين المشاهير والمؤثرين على المنصة ممن يفبركون قصصًا وهميةً، وينشرون أخبارًا مزيفةً، وتحظى منشوراتهم بانتشار كبير.

اقرأ أيضًا: الزيارات القادمة من فيسبوك… أزمةٌ حقيقيةٌ لمواقع الأخبار والناشرين

غموض نظام تصنيف المستخدمين على فيسبوك بناءً على المصداقية
طريقة عمل أنظمة المصداقية الجديدة هذه مبهمة للغاية، إذ لا نعرف آلية عملها وكيف تقيم المستخدمين، وعلى أيِّ أسس تعلم أنَّه ينشر أخبارًا مزيفةً أو أنَّ منشوراته موثوقة.

المعلومات المتوفرة قليلة جدًا، ويمكن أن نقول أنَّ هذا يشبه تمامًا ما يقوم به محرك بحث جوجل مع نتائج بحث مواقع الويب، حيث يرتبها بناءً على خوارزمية تظل معاييرها الكثيرة طي الكتمان، يحاول من خلالها محرك البحث عرض أفضل نتائج البحث في المقدمة.

نظام تصنيف المستخدمين من فيسبوك يمكن أن يعمل وفق نفس النظام، حيث تضع الشركة العديد من المعايير وتحسّن منها، وتضيف أُخرى مع مرور الوقت، وهي بناءً على ذلك ستجعل تقييم المستخدمين متغيرًا حسب الوقت وحسب سلوكهم، والمحتوى الذي ينشرونه.

ويقول مراقبون أنَّ السببَ وراء هذا الغموض، وهو جعل آلية عمل النظام سريًا، ومنع التلاعب به، فيما لا نعرف ما هي تداعيات حصول مستخدم على تقييم 0 من 1 غير التقليل من وصول منشوراته، هل سيتمّ إيقاف حسابه مع أيّ تبليغ أو خطأ يرتكبه؟

أصبح نظام فيسبوك الذي تمّ تصميمه للمستخدمين للإبلاغ عن المحتوى غير مقبول، إذ من الممكن استخدامه في ممارسة خطاب الكراهية ضد أشخاص يقدمون محتوى جيد، أو يدافعون عن أفكار جيدة.

ومما نعرفه حول هذا النظام أنَّه لن يلغي نظام الإبلاغ عن المحتوى المخالف، بل سيساعد على تطوير مراجعة المخالفات واتخاذ القرارات الصحيحة.

فمثلًا إذا تمّ الإبلاغ عن محتوى على أنَّه مزيف من قبل مستخدم ذات سمعة جيدة، وتمَّ التوصل إلى أنَّ ذلك المستخدم محق، فهذا سيزيد من تقييمه وسيساعد على التعامل مع تلك الحالات بسرعة، لكن إن أخطأ وقام بالإبلاغ عن مقالات ومنشورات أُخرى على أنَّها خاطئة وهي ليست كذلك، فسيتمّ التقليل من درجة تقييمه على المنصة.

سيساعد هذا النظام موظفي الرقابة ومراجعة الانتهاكات على حل الكثير من المشكلات بسرعة، ومعالجة الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية على المنصة كما تقول فيسبوك.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص