في ظهيرة يومنا هذا الأحد ٢٥ فبراير كنت على موعد مع دولة رئيس الوزراء الدكتور المناضل / احمد عبيد بن دغر نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام وكعادته استقبلني ببشاشته المعهودة وابتسامته الآسرة واستهللت حديثي معه بحمد الله تعالى على سلامته ومن معه لاسيما وهذا اول لقاء لي به منذ عودته من عدن التي شهدت أحداثا مؤسفة وعاش فيها دولته وطاقم الحكومة لحظات عصيبة وحرجة خلال يومين من صراع مسلح واستهداف غير مبرر للمقرات الحكومية هناك ..
قلت له أتعلم يا دكتور ما الذي دار بخلدي كمؤتمري اثناء ما كنت اتابع الاخبار والمستجدات واتواصل مع الزملاء من حولك الذين أفادونا بان مقر الحكومة في معاشيق هدفا لزحف عسكري ووو الخ ..
قال مبتسما نعم ..
قلت له كنت اقول في نفسي يا لهول الموقف فنحن في بداية ديسمبر من العام المنصرم فجعنا بقيام المليشيات الحوثية الاجرامية بتصفية رئيس المؤتمر وامينه العام ورفاقهم والمئات من خيرة كوادرنا ثم بعد حوالي الشهر نصبح على موعد مع عمل مشابه يستهدف حياة نائب رئيس المؤتمر في معاشيق بعدن ، فضحك من ربطي للامر ..
قلت له ممازحا دعوا روؤساء أمناء عموم الأحزاب الاخرى يشاركوا في التضحية فليس لدينا الان القدرة على استيعاب ان نفقدك بعد ما فقدنا صالح والزوكا رحمهما الله تعالى وكل شهداء الوطن .
فرد علي بعبارات مرصوصة وهو البليغ الذي يُحسن الرد ولا يتلكأ او يبحث عن المفردات ، قال كلاما فيه بيان وسحر لا أستطيع استجماعه وإيراده كما صدر عنه بالنص لكنه أكد ان الموت في سبيل المبادئ هو الحياة الحقيقية وان بن دغر في شخصه لم ولن يكون مستهدفا لكنه بما يحمل من مشروع وطني قد يكون هدفا لمن يَرَوْن ان مصالحهم او مواقفهم او أفهامهم لا تتوافق مع هذا المشروع الذي ينطلق من ثابتين مهمين هما الجمهورية والوحدة ..
ثم دار بيننا حوار شيق ، حاورني كصديق كما عرفته قبل ان يكون في الوزارة او الحكومة ولان المعدن الأصيل لا تغيره السنون ولا تبدله المناصب ، حدثته برأيي بكل وضوح وحملت له ما اسمعه من مبررات الاطراف الاخرى ، سواء الاخوة في المجلس الانتقالي او المتعصبين لمسألة الانفصال و نقلت له الصورة التي أراها انا بفهمي البسيط حول صراع الاخوان مع الامارات مثلا ، و ما يقوله الناس عن دور اماراتي و ما نلاحظ نحن من شبكات معقدة من العوامل والاسباب المترابطة ، ودور الشرعية الوطنية وما يجب ان تقوم به من خطوات فاعلة ومرنة لاستيعاب كل ابناء اليمن المناهضين للمشروع الامامي ( الحوثي الإيراني ) ، كما صارحته بما اسمع من انتقادات أراها موضوعية تجاه الشرعية سواء ما يتعلق بمؤسسة الرئاسة او الحكومة ، ولمست منه التفهم الكبير والإدراك العميق لكل تلك المسائل وعدم تصلبه في تبني وجهة نظر معينة ، تحدثت معه حول آثار الحملات الاعلامية في شحن وتوتير الأوضاع وبالأخص الحملات التي يشنها ناشطو حزب الاصلاح أو تيار الاخوان او جماعة فبراير تجاه الحراك الجنوبي او المجلس الانتقالي او المؤتمر الشعبي العام ، وفِي المجمل اجمعنا على ما هو محل اجماع كل اليمنيين وهو ان الحوثية الكهنوتية هي العدو الاخطر و الأساسي للجميع وان هزيمة الامامة هي اولوية الاولويات ..
طلبت من دولته وضع قضية المغتربين اليمنيين والطلاب في الخارج والجرحى محل اهتمامه وأكد على ان ذلك يحضى باهتمامه ومتابعته وانه يأمل ان يتم حلحلة هذه العقد بالتعاون مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية .
قال لي يا فهد ان لم نهزم الامامة فسيلعننا التاريخ وسنكون محل خزي كبير امام البشرية ولن يحترمنا احد بل ستكتب عنا الاقلام للاجيال اننا لسنا رجال وأننا فرطنا بتضحيات الآباء العظام الذين أدمت قيود الامامة العنصرية ارجلهم لقرون ولم ينهزموا حتى حققوا الإعجاز الخالد في ال ٢٦ من سبتمبر المجيد ولن نقبل ان تبقى اي مديرية او حتى قرية يمنية تدين بالولاء والطاعة لحكم سلالي عنصري بغيض ولن نقبل ان نرى بلدنا مشطر وممزق ومشرذم ، ومهما تكن الصعوبات الا اننا قد قطعنا الشوط الأكبر ويجب ان نضع أيدينا بايدي بعض مع كل أحرار اليمن ونتجه لمعركة الشرف الاولى لتحرير كل شبر من الكهنوت الامامي والوجود الإيراني بالتعاون مع الاشقاء العرب في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ..
هنا سألته : هل ترى صوابية خيار من اتجهوا لمهاجمة الامارات وهل ترى انه علينا ان نهاجمها وهي تقاتل اليوم جنبا الى جنب معنا في كل ميدان ..
قال لي لا لسنا أبدا مع اي إساءة لأي دولة في تحالف دعم الشرعية وانا أوصيكم بعدم الاساءة للامارات وفِي هذا الموضوع بالذات تحدثنا بشفافية حول عدد من الملفات والقضايا المثارة التي تتعلق بدور التحالف وما يقال عن دعم الامارات مثلا لفصائل خارج الشرعية وأسباب ذلك وسمع مني وسمعت منه ولم احصل منه على اذن بنشر تلك التفاصيل كونها حساسة وقد يتلقفها الأعداء لكني اشرت اليها لأني وجدت سعة صدر من دولته و صدق في مشاركتي رايي وخواطري حول هكذا ملفات حساسة ..
قلت له ختاما انت نائب رئيس المؤتمر وعليك مسئولية كبيرة تجاه حزب وطني كبير ممتد من صعدة الى المهرة فلا تاخذك مهامك في الحكومة عن القيام بواجبك كقائد مؤتمري يحضى باحترام اغلب المؤتمريين وقد وعدني بانه سيتحرك في هذا الاتجاه وانه على اتصال بالشيخ سلطان البركاني الامين العام المساعد للمؤتمر وسيعمل لإنجاز خطوة هامة على طريق تنشيط الحزب ..
في الاخير أودّ التاكيد ان هذا الرجل الجمهوري الوحدوي المخلص يكتسب احترامي اكثر وأكثر كلما قابلته واستمعت اليه وهو الذي منذ عرفته محل تقديري واحترامي ، انه رجل الدولة والسياسة والتاريخ والاخلاق ..
هذا ما استطعت كتابته واستخلاصه من هذا اللقاء وأدعو الله تعالى ان يوفق دولة رئيس الوزراء ويسدده لخدمة البلاد والعباد .
- المقالات
- حوارات