أثناء عودتي لأستاذي أبي محمد الحسن الهمداني، في “صفة جزيرة العرب”، عن قبائل المعافر، كانت المفاجأة:
بيت المغلس الذين اختلق لهم الكهنة مشجراً قرشياً، ظهروا يمانيين أقحاح. لكن بعضهم للأسف صدّق وظل محتشداً مع صهاينة السلالة بحماس منقطع النظير. (ولا يستبعد أن نقائل من السلالة وفدت للمنطقة وخلعت على نفسها لقب المغلس).
هكذا هي عادة الكهنة في محاولة استمالة القبائل اليمنية وتقليل المعارضين. والمشجّرات المزوّرة جاهزة توصلك مباشرة إلى زيد بن علي، أو على الأقل، آل عقيل.
من أبرز الشواهد في هذا الجانب قبيلة قيفة المذحجية التي نسبوها لأبي لهب، أو آل الجماعي الذين نسبوهم لبني أمية!!
وشخصياً تعرضت لنفس الشيء عام 1995، عندما حاول سلالي معروف أن يقنعني أننا بني أحمد في حبيش إب، من العترة! رغم كوننا قحطانيين أباً عن جد.
بعد صدور كتابي “الزهر والحجر” عام 2006، حلفوا لأتباعهم إن عادل الأحمدي أموي من أحفاد يزيد! هكذا وكأن النسل اليمني انقطع ولم يتبق غير بني عبد مناف لديهم خصوبة وتناسل!!
وقبل فترة بسيطة، قام سلالي مقيم بالخارج بمراسلة شخص من محافظة أخرى يحمل نفس اللقب، قال له “لابد نعمل فحص الحامض النووي احتمال نطلع أسرة واحدة من الآل”. وكانت الصدمة بعد الD.N.A: الشخص الذي مقتنع أنه هاشمي طلع حميري والآخر طلع جركسي.
إنهم يخرّبون بلادنا بكذبة. وما سبق يعد شيئاً بسيطاً قياساً بالحقائق التي يكشفها كتاب (خرافة السلالة والولاية)، الصادر عن مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام للباحث أحمد الحميري الذي قام باقتلاع هذي الكذبة من عروقها.
بالنسبة لي، أؤمن أن الوطن هو انتماء وليس عرقاً. ومن انخلع من انتمائه وساعد في قتل وإذلال شعبه، فهو رخيص ومتورد، حتى لو كان جدُّه الهميسع أو شمر يهرعش، ومن أحب هذا البلد وانتمى له، فهو قيل أصيل ولو كانت أصوله من القوقاز.
أترككم مع هذا السطر من كتاب صفة جزيرة العرب، للهمداني:
اقتباس من كتاب صفة جزيرة العرب الهمداني اقتباس من كتاب صفة جزيرة العرب الهمداني
“مخلاف المعافر: أما الجوة من عمل المعافر فالرأس فيها والسلطان عليها آل ذي المغلس الهمداني ثم المراني من ولد عمير ذي مران قيل همدان الذي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما جبا وأعمالها وهي كورة المعافر فهي في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر وطريقها في وادي الضباب ومنها أودية ذخر وتباشعة ويسكنها السكاسك، ورسيان ويسكنه الركب وبنو مجيد وجيرة لهم من بني واقد ومن الركب النشورة”.
- المقالات
- حوارات