يدرك اليمنيون وأشقاؤهم في تحالف دعم الشرعية أن المؤتمر الشعبي العام هو عنصرٌ مهمٌ جداً في حل الأزمة اليمنية التي سببها انقلاب الحوثي على الدولة والشرعية بقانونها ونظامها الجمهوري الديمقراطي كون المؤتمر صاحب قاعدة جماهيرية كبيرة تمتد على طول الوطن وعرضه وصاحب خبرة سياسية وتنظيمية وإدارية.
ولكن ما لا يدركه الكثير في الداخل والخارج أن المؤتمر حمل ويحمل العبء مضاعفاً عدة مرات أكثر من غيره فبينما نجده يسعى مع المكونات والقوى السياسية الأخرى بكل قوة وحزم وتضحية وإخلاص لاستعادة مؤسسات الدولة نجده أيضاً يشق طريقه بتفانٍ لاستعادة حضوره ومكانته في الساحة اليمنية بعد التشويه المتكرر الذي مارسه مؤتمريون بحق سمعة المؤتمر وبعد الانتهاكات التي تمارسها الميليشيا الحوثية ضد القيادات المؤتمرية الرافضة للوجود الحوثي والمؤيدة للشرعية.
ومن ناحيةٍ أخرى يتعرض المؤتمر لطعناتٍ متتالية ممن يدعون حق تقرير المصير بينما يمارسون الاعتداء على حرية العمل الحزبي المكفولة دستورياً وقانونياً في ظل التعددية والديمقراطية حيث اقتحمت مجاميع منهم عدة مقرات للمؤتمر في بعض المحافظات.
ولا ننسى أيضاً الحملات الكيدية التي يشنها نشطاء في منابر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على حزب المؤتمر ووطنيته وتضحيات قياداته وكوادره من قبل سقوط العاصمة وبعد سقوطها ومن قبل انطلاق عاصفة الحزم وبعد انطلاقها وذلك ما تشهد به صعدة من 2004م والرضمة وعتمة والبيضاء وصنعاء وتعز وغيرها.
وغالباً وبشكل خاطئ وظالم يتم تحميل المؤتمر خيانات مَن ربطوا مصالحهم بمصالح الحوثي ضد المبادئ والثوابت فخسروا مبادئهم ثم مصالحهم وربما أنفسهم, وصحيح أن الجميع ضحوا وقاوموا من كل الأحزاب والمكونات ولكنهم في الأغلب يجدون من يشيد بهم أو يحتويهم بينما كوادر المؤتمر لا يجد الكثير منهم ذلك الاحتواء ولا يسلمون من النبز ! .
ومع كل هذه الأعباء يكافح المؤتمر لترميم هيكله وتفعيل أنشطته التنظيمية واجتماعاته وتجميع قياداته المتوزعين في كل المحافظات وفي دول الجوار رغم الصعوبات الأمنية والسياسية والاقتصادية وانعدام الآلة الإعلامية وضيق الوقت وتكالب الناقمين.
آن للمؤتمر أن يعود للريادة لأنه الحزب الوسطي الذي يتسع للجميع بخلفياتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية لا يُقصي ولا يتطرف وليس من أبجدياته التعامل بالمذهبية والمناطقية .
- المقالات
- حوارات