قال خبراء غربيون إن المسار السياسي للنزاع في اليمن اصطدم مرة أخرى بحائط مسدود بعد فشل عقد مشاورات في جنيف، ليتراجع الأمل بإنهاء الحرب الدامية في المدى المنظور، ما ينذر بتصعيد جديد في البلد الغارق في أزمة إنسانية كبرى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الباحث في شؤون الأمن والدفاع ألكسندر ميترسكي قوله إن "الأسابيع المقبلة قد تكون حرجة".
واضاف الباحث المقيم في الإمارات العربية المتحدة "المحادثات السياسية لم تنطلق، وبالتالي لا يوجد مسار سياسي يمكن اللجوء اليه، ما يعني انه ستكون هناك قيود أقل لتصرفات الطرفين على الأرض".
ويقول المحلل غراهام غريفيث في مؤسسة "كونترول ريسك" الاستشارية لتقييم المخاطر التي تتخذ من الإمارات مقرا، إن فشل المحادثات "يشكل مؤشرا سيئا لعملية السلام، ولو أنه لا يزال هناك أمل ضئيل جدا بأن يتمكن موفد الأمم المتحدة من إنقاذ شيء ما".
ويضيف "لكن على الرغم من كل جهوده، لا نرى اي مؤشرات على وجود صيغة للسلام يمكن أن تبني الثقة المفقودة بين الطرفين، أو على تنازلات محتملة تقربهما من بعضهما".
ويقول ميترسكي إن "العملية العسكرية باتجاه مدينة الحديدة لطرد الحوثيين منها قد تستأنف نظرا لانه لم يطرأ أي تغيير على المسار السياسي".
ويوضح ميترسكي "مصدر القلق الأوحد بالنسبة الى التحالف الذي تقوده السعودية هو التعامل مع ردود فعل المجتمع الدولي"، مضيفا "هناك خطر محدق بسمعة" حملته العسكرية.
وانتهت المفاوضات غير المباشرة السبت حتى قبل ان تبدأ بعدما رفض المتمردون في اللحظة الاخيرة التوجه الى جنيف .
وكان من المفترض أن ترعى الامم المتحدة في جنيف بدءا من الخميس الماضي أول مشاورات سياسية بين "الإرهابيين الانقلابيين!!" وبين الحكومة الشرعية ، ما أعطى أملا بامكانية وقف الحرب.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث السبت أنه سيسافر إلى مسقط وصنعاء خلال الأيام المقبلة لوضع الأسس لإجراء محادثات مستقبلية، ملمحا الى أنه قد يجري في البداية محادثات منفصلة مع الجانبين.
- المقالات
- حوارات