تشنغ جون فنغ - Zheng Junfeng
من أرض المعارض : مساهمات الصين في حلول الزراعة الخضراء
الساعة 12:06 مساءاً
تشنغ جون فنغ - Zheng Junfeng

غالبًا ما تهيمن القطارات فائقة السرعة والمناظر الحضرية المستقبلية على التصورات العالمية عن الصين. ومع ذلك، يكتشف ملايين الزوار الذين يصلون إلى بكين وشانغهاي وتشونغتشينغ بموجب أنظمة الإعفاء من التأشيرة شيئًا رائعًا وأكثر جوهرية ، وفرة مدهشة من الطعام اللذيذ والمتنوع وبأسعار معقولة. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع أزمة غلاء المعيشة التي تضغط على ميزانيات العديد من الاسر في العديد من الدول الأخرى .

مشاركتي في منتدى الزراعة الخضراء في معرض الصين الدولي الثالث لسلاسل التوريد في بكين، بصفتي مذيعًا في CGTN، منحتني نظرة من زاوية أخرى ، وقد أكد المعرض حقيقة حاسمة "إطعام 1.4 مليار شخص لا يزال التحدي الأسمى للصين" مهما تغير العالم.

خلال التجول في قاعات المعرض، كان حجم الزراعة الصينية واضحًا ، تركز الحلول على جلب التقنيات المتقدمة إلى 460 مليون مزارع، حيث يعمل العديد منهم في قطع أراضٍ صغيرة وكذلك رأيت بذورًا عالية الثمن ، وأجهزة رقمية لمراقبة التربة وأدوات تخصيب دقيقة تعزز الإنتاج مع الحفاظ على الموارد. هذا التقدم الكبير مع زيادة الجفاف والفيضانات بسبب تغير المناخ الذي يشهده العالم أجمع ،  كما أن هناك عارضون كـ "كارجيل" يعرضون بذورًا مقاومة للمناخ وتقنيات ري ذكية ، إلى جانب المبتكرين الصينيين. وكما أشار أحد المديرين التنفيذيين في "كارجيل" في المنتدى أن الحكومات المحلية والبنوك الريفية تساعد أيضًا ، فهي تخفف المخاطر من خلال التأمين والعقود الآجلة، مما يمكن المزارعين من الاستثمار بثقة في الممارسات المستدامة.

الأمر لا يتعلق بالإنتاج فقط بل قدمت شركات كــ "لويس دريفوس" تفاصيل عن سعيها للزراعة الدائرية التي تهدف إلى الحد من التلوث وتتيح تقنيات البلوك تشين والتوأم الرقمي لفول الصويا وحبوب البن تتبعًا دقيقًا للكربون واستخدامًا أكثر كفاءة للمياه.

تدفع العلامات التجارية الكبرى التغيير في المراحل الأولية لسلاسل الإمداد فشركة "يم تشاينا" – التي تدير أكثر من 16000 فرع  لـ "كنتاكي فرايد تشيكن" و"بيتزا هت" و"تاكو بيل" – تدفع بنشاط الموردين نحو الممارسات الخضراء. وقدمت "ماكدونالدز الصين"، تحت مظلة مجموعة "سيتيك"، برنامجها "الزراعة التجديدية" الذي يركز على مصايد الأسماك المستدامة، والحفاظ على المياه، وصحة التربة (مثل المحاصيل الغطائية والأسمدة العضوية)، ورفاهية الحيوان. يصلون إلى 5000 مزارع من خلال مزارع تجريبية ومنصات التتبع.

يصل التحول الأخضر إلى البنية التحتية أيضًا. فقد سلطت "ترين تكنولوجيز" الضوء على الابتكارات لخطط سلسلة التبريد في الصين: استهداف أكثر من 30% من النقل المبرد بالهيدروجين أو الطاقة الشمسية بحلول عام 2025. وبالنسبة للتضاريس الجبلية في الصين، عرض باحثون في الأكاديمية الصينية لعلوم المكننة الزراعية آلات ذكية وخفيفة الوزن ومنخفضة الطاقة كما علمت أن هذه الحلول يتم تكييفها حتى لجنوب شرق آسيا عبر مبادرة الحزام والطريق.

لقد عززت مشاركتي في المنتدى وجهة نظري في إدارة الصين لاحتياجاتها الخاصة. ففي عالم يتصارع مع انعدام الأمن الغذائي الناتج عن تغير المناخ، ترسم الصين مسارًا قابلاً للتطبيق. إنها تثبت أن إطعام أعداد كبيرة من السكان بأسعار معقولة يمكن أن يتعايش مع الرعاية البيئية وتحسين دخل المزارعين. إن التقنيات المتاحة لأصحاب الحيازات الصغيرة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تقلل من مخاطر الاستثمار الأخضر، وقيادة سلاسل التوريد للشركات، والسياسات الداعمة.

يقف نظام الغذاء العالمي عند مفترق الطريق وقد كان مشهد نهج الصين بشكل مباشر في معرض سلسلة الواردات – هذا المزيج من الابتكار والفطنة السوقية والوعي البيئي – ملهِمًا، حيث أنه لا يوفر الغذاء للمليارات فحسب، بل يوفر أيضًا غذاءً فكريًا بالغ الأهمية لعالم يسعى إلى الاستدامة. الزراعة الخضراء، كما أكد المعرض بقوة كأحد محاوره الستة، أصبحت الآن جوهر مستقبل الصين، إلى جانب التصنيع المتقدم، والمركبات الذكية، والطاقة الجديدة، والعلوم الطبية، والذكاء الاصطناعي. وتلامس تداعياتها حياتنا جميعًا.


المقال يعكس آراء كاتب المقال وليس بالضرورة يعبر عن سياسة الميثاق نيوز

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا