الرئيسية - ثقافة وفن - موسم الدراما انفض وتصدرته الأعمال العربية... عودة الدراما التاريخية تحتاج معجزة إلهية
موسم الدراما انفض وتصدرته الأعمال العربية... عودة الدراما التاريخية تحتاج معجزة إلهية
الساعة 08:30 مساءاً

موسم الدراما انفض وتصدرته الأعمال العربية ....عودة الدراما التاريخية تحتاج معجزة إلهية

الميثاق نيوز - متابعات - بينما يسدل الموسم الدرامى فى رمضان ستاره، وتصدرته الأعمال الاجتماعية والكوميدية والأكشن، وسط غياب تام للدراما التاريخية، التى كانت تميز الشاشات المصرية، تصدر المشهد الأعمال التاريخية التى قدمها صناع الدراما فى سوريا ولبنان، حتى على الفضائيات المصرية، ومنها مسلسلا «حرملك» بطولة جمال سليمان ودرة وعدد من النجوم العرب، و«العاشق» بطولة منذر رياحنة وغسان مسعود، واللذين تم بثهما حصريا على قناة ten، لتستمر رحلة الغياب للدراما المصرية التاريخية، والتى بدأت منذ سنوات، وأكد النقاد والفنانون أن الأعمال العربية «سحبت البساط من الدراما المصرية» لتزدهر بأعمال من سوريا، وتركيا، وإيران، رغم الرصيد الهائل الذى قدمته مِصر من هذه النوعية من الدراما التاريخية والدينية، ومنها «محمد رسول الله»، «عقبة بن نافع»، «عمر بن عبدالعزيز»، وأعمال أخرى، عندما كانت الدولة هى المنتجة لها، فى ظل وجود قطاع الإنتاج، ومدينة الإنتاج الإعلامى، وشركة صوت القاهرة، مطالبين بعودة هذه الجهات للإنتاج مرة أخرى.

وكانت أعمال درامية مثل المسلسل السورى التاريخى «حرملك» لجمال سليمان، باسم ياخور، سلافة معمار، قد حققت نسب مشاهدات عالية، كذلك المسلسل التاريخى «العاشق صراع الجوارى» لغسان مسعود، ومنذر رياحنة، والذى تدور أحداثه فى عصر الخلافة العباسية الثانية وفترة الاضطراب فى تداول السلطة بصعود «دولة الجوارى».

الفنان أشرف عبدالغفور أكد أن الدراما السورية «سحبت» البساط من تحت أقدام الدراما المصرية، وهو ما حذر منه كثيرًا لكن أحدا لم يتحرك، فيما أصبح الأمر واقعا ملموسا.

وأشار إلى أن الإدارة السياسية فى سوريا أدركت وكانت على وعى بقيمة هذه الأعمال الدينية والتاريخية وأنها خير سفير لبلادهم فى الخارج، كما انتعشت السياحة فى تركيا بدرجة كبيرة بسبب هذه الدراما.

وأضاف أن الدراما السورية قدمت كافة الخدمات، مما جعلها تُدر عليها الأرباح العالية باعتبارها من الصناعات الثقيلة التى فرطنا بها، «مقارنًة بما يحدث هنا حينما نتجه إلى منطقة أثرية للتصوير نجد القيود والمبالغ الباهظة»، لافتًا إلى أن هناك عدم إدراك وتقدير للأمر وأن هذه الدراما كان يمكن استغلالها سياسيًا واقتصاديًا وسياحيًا، مؤكدًا أن «الفن من الصناعات الثقيلة التى تدر أرباحًا وعملة صعبة».

وأشار إلى أنه وقتما كان هناك قطاع الإنتاج، والقطاع الاقتصادى، وصوت القاهرة، كانت تتربح بحسن التسويق، بينما تحكمت شركات الإعلان الآن، وفرضت سيطرتها وشروطها وثقافتها فى كل شىء بدءًا من الفضائيات إلى الإعلانات، حتى رفعت الدولة يديها عن الإنتاج.

وتابع: لن نخاطب القطاع الخاص لإنتاج هذه الأعمال، لأن تليفزيون الدولة خدمى كالمدارس، والمستشفيات، وتستقى منه الناس كل حياتها، فالميديا والشاشات هى الملاذ الوحيد لهم، وقد أخطأت الدولة مرتين، حينما رفعت يديها عن الإنتاج وقبلها حينما انتهجت سياسة القطاع الخاص بالتقليد فى نظام الإنتاج والنجم الأوحد والإعلانات، متناسية أن دور تليفزيون الدولة يجب أن يظل خدمة للمواطن بعيدًا عن الربح ولا ينجرف وراء الخاص.

وقال: مازلنا نستمتع بأعمالنا السابقة مثل: «هارون الرشيد»، و«عمر بن عبدالعزيز» وكل سلسلة الأعمال الدينية التى كانت تملأ الشاشة الرمضانية ولا تزال تعرض حتى الآن.

واعتبرت الفنانة عفاف شعيب أن الدراما انقلبت موازينها، فرغم ما يُقدم من تكنولوجيا، إبهار، تصوير، إخراج، يبقى المُحتوى فارغا، متسائلة: أين الموضوعات الاجتماعية التى تمس الأسرة المصرية والعربية.

ورداً على ما يقال إن الدراما التاريخية والدينية تحتاج تمويلاً، قالت «إنتم بتصرفوا ملايين على أعمال دون المستوى وأعمال ليست صالحة فلماذا لم توجهوا هذه الأموال لهذه الدراما الخاصة من نوعها»، مستشهدة بمتابعة الكثيرين لقناة «ماسبيرو زمان» وتعطش الجماهير لكل ما هو قديم وجميل من أعمال خالدة.

وأشارت إلى أن الدولة يجب أن تعيد صوت القاهرة، قطاع الإنتاج، مدينة الإنتاج الإعلامى بقوة لاستعادة الدراما المصرية مكانتها، معلنة حزنها على مستوى الفن فى مصر، والذى يفتقد للموضوعات الجيدة، متسائلة: لماذا لا نستعين بكبار الكتاب، مثل يسرى الجندى، مصطفى إبراهيم، مصطفى محرم، وحيد حامد، محمد جلال عبدالقوى؟ لافتًة إلى أن مجدى صابر يعد الكاتب الوحيد الذى يقدم شيئًا محترمًا ويرتقى لهذا المستوى، وأشارت إلى أن هذا الموسم هناك موضوعات كثيرة جيدة تقدمت لكنهم اختاروا «الأسوأ» وعرضوه، وتركوا الجيد.


 
وتابعت أن الدراما التاريخية والدينية سند لمصر، مستشهدًة بأعمال سابقة، منها «محمد رسول الله ج 5»، «موسى بن نصير»، «أبوعبيدة بن الجراح»، «عقبة بن نافع»، وكلها حققت المتعة للمشاهد والفنان معا.

وأضافت أنه من الممكن الاستعانة بالنجوم الشباب لعمل هذا النوع من الدراما، لكن شريطة أن يكون هناك مخرج قوى، وكاتب كبير، مؤكدة «أننا نمر بأزمة كبيرة ولا نعلم هل ستستمر أم ستنتهى؟».

وأضافت: «الجيل الجديد من الفنانين طلع أذكى مننا بكثير قاموا بعمل مشاريع إلى جانب الفن، لأنهم علموا جيدًا أنه فى النهاية الفن مش بيأكل عيش، وهناك كثيرون مؤخرًا لا داعى لذكر أسمائهم ماتوا دون أن يعثروا على حق الدواء»، مختتمة بأن عودة الدراما لقيمتها وأهدافها وعملها تحتاج معجزة إلهية.

واعتبر الفنان أحمد عبدالعزيز أن الدراما التاريخية تحتاج إلى إنتاج كبير ومليئة بالمخاطر، مضيفًا: «إننا لم نبن قاعدة لصناعة العمل التاريخى قوامها عدد من الورش المختلفة لتصنيع الأسلحة والإكسسوارات والخناجر والأقواس التى يتم استخدامها فى هذه النوعية من الأعمال الدرامية». وتابع: يجب أن يكون لدينا إسطبل به عدد كبير من الخيل ومصنع للملابس يرصد المراجع التاريخية ويقوم بتصنيفها بأسماء العصور لاستخدامها، مؤكدا أنه طالب بذلك منذ عشرات السنين، مضيفًا أن هناك فارقا كبيرا فى الأسعار قديمًا عن الوقت الراهن، وإذا لم توجد هذه القاعدة الصناعية لن يستطيع أحد القيام بهذه الأعمال التى تحتاج جهدا وإمكانيات كبيرة.

واعتبرت الناقدة خيرية البشلاوى أن صناعة الدراما المصرية بشكل خاص ليست فى أيد أمينة بالكامل لأنها لا تزال سلعة ترفيهية، رغم أنها قوى ناعمة نحتاجها بشدة لمواجهة مفاهيم وسياسات ومنظومة قيم إنسانية خطأ.

وأضافت: «ما نراه حتى الآن على الشاشة يؤكد أننا لسنا مسؤولين بالمرة إزاء هذا الوطن»، معتبرة أنه حينما تم إنتاج دراما عن الخديو إسماعيل، العام قبل الماضى، كان لكاتبة كويتية، والعمل يعج بالمغالطات التاريخية «المُفزعة» ولا يمكن أن تكون مصادفة، مشيرةً إلى أن الدراما سلاح قوى لمن يريد استخدامها ضد المصريين، ولن يُحاسب لأنها ليست خاضعة للقانون فهى تصيب مباشرة عقل المشاهد.

وأوضحت: «نحتاج الدراما الحقيقية التى يعيشها الشعب المصرى من خلال شهداء يتساقطون، وأمهات تفقدن أولادهن»، لافتًة إلى أن الدراما اليومية فى الواقع الحاضر تحتاج إلى أن نتعامل معها بأمانة ومسؤولية فلا توجد دراما تاريخية ولا مسلسلات للأطفال تبنى عقولهم ووجدانهم تربطهم بالوطن ولا نجد أحدا ينتقد لغة عربية تُقدم بها الدراما، وهناك بلطجة يتم تسويقها من خلال الدراما، لذا لن نسأل أين الدراما التاريخية ولكن نسأل أين ما يعيشه المواطن المصرى بالفعل وأين التاريخ الذى يُصنع للوقت الراهن، وماذا سنكتب فيه؟

وأضافت: «يجب أن نسأل عن مسؤولية صُناع الدراما داخل الوطن ونعيش ملامح غائبة تمامًا عن مشكلات تحتاج للمعالجة من منظور مُحب للدولة».

وتابعت: «أنا لم أر نفسى فى أى مسلسل يتم تقديمه حتى الآن ولا كمواطنة أو إنسانة تعيش أحداث البلد يومًا بيوم وتفكر بها فلست أرى أى عمل أستطيع أن أتابعه وأنا سعيدة وأقول الدراما تؤدى دورها، فالدراما سلاح قوى جدًا لماذا نتركه هكذا فى أياد غير مسؤولة ولو سألت المتفرج البسيط هيسأل إيه اللى بنشوفه ده».

ورأت الناقدة ماجدة خير الله أن الدراما التاريخية والدينية تحتاج إلى جهد كبير، فى ظل ما وصل إليه الإنتاج فى الوقت الراهن.

وأضافت: عندما كانت الدولة هى المنتجة، كان هناك بين حين وآخر مسلسل تاريخى جيد، مشيرًة إلى أننا «لا نُطالب بأن يكون هناك عمل سنويًا لأن الأمر مرهق ويأخذ وقتًا كبيرًا، على الأقل تكون هناك خطة لعمل مسلسل واختيار مناطق ليس عليها جدال، والاستعانة بمتخصصين فى الأزياء والماكياج، لافتًة إلى أنه يجب أن يكون هناك منطق إبداعى لأن هذه الأعمال هناك من تجاوزنا فيها فيجب أن يكون لدينا رؤية ومستوى من الإبداع يؤهلنا لأن نُخرج عملا جيدا».

وتابعت أن الدراما السورية والتركية والإيرانية تقدم المسلسلات التاريخية والدينية وتسوقها فى العالم العربى وشرق أوروبا، ومن الممكن أن نقوم بنفس الفعل فى نفس الأسواق، لكنهم تفوقوا علينا بدرجة كبيرة وحتى نلحق بهم يجب الدراسة الجيدة وألا يكون الهدف إنتاج مسلسل سنويًا وتصويره قبل موسم رمضان بأسبوعين، لكن يجب التأنى وأن يكون الهدف هو عمل يليق بمكانتنا والاهتمام بالتفاصيل، من ملابس، ماكياج، حوار، لغة عربية صحيحة وجيدة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص