حذر أكاديميون يمنيون من اتمام سيطرة مليشيا الحوثي على المؤسسات التعليمية والتعليم الأساسي والمهني لما له من عواقب وخيمة على الشعب اليمني ودول الجوار.
وأكد اكاديميون خلال ندوة علمية نظمتها جامعة اقليم سبأ اليوم الخميس، تحت عنوان "واقع التعليم في عهد الحوثي يبين التجريف والتجهيل" أن مليشيا الحوثي تسعى للهيمنة التامة على المؤسسات التعليمية وانتاج جيل مفخخ لتدمير المستقبل.
تفريغ الجامعات من الأكاديميين
وسرد الأستاذ الدكتور حسين الموساي، في ورقته "واقع التعليم العالي في عهد المليشيات" انتهاكات المليشيات بحق الأكاديميين بجامعة صنعاء وعدد من الجامعات، أبرزها احالة عدد من أعضاء نقابة هيئة التدريس إلى النيابة بحجة "الخيانة العظمى" بعد رفضهم تعيين المليشيات لأشخاص لا يحملون أي مؤهل علمي واقصاء الاكاديميين.
واستعرض الموساي منهجية تفريغ جامعة صنعاء، وخاصة الكليات العلمية، من الاكاديميين بدءاً من عمداء الكليات ونوابهم وأمناء الكليات واستبدالهم بمقربين من المليشيات معظمهم لا يحملون مؤهلات لتولي تلك المناصب وأن أحدهم عين لأن زوجته شقيقة قيادي حوثي يدعى زكريا الشامي.
وعدد الموساي فساد المليشيات بالجامعة أبرزها المتاجرة بالمنح والمقاعد الدراسية، منها 2100 منحة خلال 2016، وتضليل الرأي العام، وفرض ملازم المليشيات بدلا من الثقافة الاسلامية، محذرا من أن مستقبل جامعة صنعاء والتعليم العالي مهدد بالضياع.
2.5 مليون طالب حرموا من التعليم.. و7 آلاف بمدينة "قم"
من جانبه تحدث الدكتور عمر ردمان حول الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق التعليم العام سواء بحق الطلاب أو المعلمين أو المدارس والمناهج الدراسية.
وعدد ردمان في ورقته التي كانت بعنوان "واقع التعليم العام في عهد مليشيا الحوثي"، ممارسات المليشيات التي تهدف إلى تدمير التعليم بشكل ممنهج بداية من قطع مرتبات المعلمين، وتنظيم ظاهرة الغش، وتجنيد الاطفال وتغيير المناهج.
وأضاف أن 3584 مدرسة أغلقت منذ الانقلاب، بحسب منظمة اليونيسيف، وأن 1700 دمرت كليا أو جزئيا، إضافة إلى تحويل بعضها إلى مخازن وثكنات عسكرية وسجون للمليشيات.
وأضاف أن تقريرا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، ذكر أن المليشيات حولت عدد من المدارس إلى مصانع للمتفجرات والعبوات الناسفة، مشيرا إلى أن نحو 2.5 مليون طالب حرموا من التعليم وأن نحو 7 آلاف طالب يدرسون بمدينة قم الايرانية، منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014.
وفيما يخص المناهج الدراسية والانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي قال "إن أخطر قرار اتخذته مليشيا الحوثي بحق التعليم العام هو تغير المنهج لما له من مخاطر مستقبلا على اليمن ودول الجوار"، إضافة إلى أن الانتهاكات بحق المعلمين والأكاديميين التي تمثلت في قطع رواتبهم والاقصاء والفصل والاختطاف والملاحقة والتعذيب والتهجير القسري.
التعليم .. العدو الأول للأئمة والحوثيين
من جانبه طالب ابراهيم محيي الدين، الحكومة الشرعية بتفعيل التعليم الفني والمهني لما له من أهمية في اعداد الشباب وتأهيلهم في المجالين المهني والفني.
واستعرض محيي الدين، في ورقته واقع التعليم المهني والفني في عهد مليشيا الحوثي، تاريخ التعليم المهني في اليمن والذي تأسس في عهد الحكم العثماني عام 1985، حيث كان مقر المعهد "المتحف الحربي حاليا" وحوله الأئمة إلى سجون بعد خروج العثمانيين كما يفعل الحوثيون اليوم بالمدارس والجامعات.
وتطرق إلى أن التعليم الفني والمهني له ايرادات ضخمة لصندوق تنمية المهارات، حيث بلغت في 2016 نحو 16 مليار ريال بحسب اعترافات قيادات المليشيات ونهبت تلك المبالغ باسم المناسبات الدينية وما يسمى "المجهود الحربي"، داعيا الحكومة الى تفعيل تلك الايرادات القانونية لدعم التعليم الفني والمهني.
تخلل الندوة التي أدارها الدكتور أحمد البرطي، مداخلات ومناقشات حول قضايا متعلقة بالتعليم وهيمنة مليشيا الحوثي
- المقالات
- حوارات