الرئيسية - محافظات وأقاليم - القصة الكاملة لـ"معركة قانية" ..وهذه مواقع السيطرة للجيش والميليشيا (تفاصيل )
القصة الكاملة لـ"معركة قانية" ..وهذه مواقع السيطرة للجيش والميليشيا (تفاصيل )
مواجهة قوية بين الجيش الوطني والحوثي في جبهة قانية بمحافظة البيض
الساعة 11:15 مساءاً (الشارع)

تواصلت، اليوم الثلاثاء، المواجهات بين مليشيا الحوثي، وقوات الجيش الوطني و”المقاومة”، في عُزلة قانية، التابعة لمديرية ماهلية، التابعة- محافظة مأرب، والواقعة على الحدود مع محافظة البيضاء.
وقالت مصادر قبلية ومحلية متطابقة لـ “الشارع” إن المواجهات أدَّتْ إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، فيما تمكَّنتْ مليشيا الحوثي من التقدم إلى تخوم “سوق قانية”، مركز العزلة، وتراجعت قوات الجيش، ورجال القبائل المساندين لها، إلى المرتفعات الشرقية التي تطل على السوق.
وأوضحت المصادر: “سوق قانية أصبح مسرحاً رئيساً للمواجهات وأعمال القصف المتبادلة بين الجانبين، وحتى السابعة من مساء اليوم، لم تتمكَّن مليشيا الحوثي من السيطرة على السوق، الذي لا يزال منطقة مواجهات، وقوات الحكومة الشرعية لاتزال تتمركز في المرتفعات التي تطل على هذا السوق من جهة الشرق”.
وأضافت المصادر: “سوق قانية أصبح منطقة اشتباكات، والجانبين يقصفان من بعيد إلى داخل السوق وأطرافه؛ وذلك يدل على أن مليشيا الحوثي تقدَّمت، وأن الجيش والمقاومة في وضع حرج. الحوثيون صاروا يحاصرون مركز وسوق قانية من ثلاث جهات، ولم يتبقى الجيش ورجال المقاومة إلا في الجهة الشرقية.. إذا وصلت تعزيزات عسكرية قد يتمكَّن الجيش ورجال القبائل من استعادة المناطق التي سيطرت عليها مليشيا الحوثي في قانية وحول مركزها، وإذا لم تصل تعزيزات فتستولي المليشيا على كل عزلة قانية”.
وتابعت المصادر: “قوات الجيش، ورجال القبائل المساندين لها، خسروا مساحات كبيرة في قانية، فمليشيا الحوثي سيطرت على كل المساحة التي كانت تفصل قانية عن مديرية الوهبية التابعة للبيضاء وجميع النقاط العسكرية التي كانت قوات الجيش تتمركز فيها هناك على الطريق الإسفلتي، جنوب قانية، والمتجهة إلى الوهبية، والمؤدية وصولاً إلى البيضاء ثم صنعاء”.
واستطردت المصادر: “القبائل وقوات الشرعية تحاول العودة إلى سوق قانية من جديد، ولكن سيطرة الحوثيين على المرتفعات المطلة على السوق من جهتي الغرب والشمال تحول دون ذلك، فالحوثيين مسيطرين نارياً على السوق من الجهتين، ومسيطرين على المدخل الجنوبي للسوق، كما أن مقاتلو الجيش، ورجال القبائل المساندين لهم، مسيطرين نارياً على السوق من المرتفعات التي تطل عليه من الشرق؛ لهذا لن يتمكن أياً من الجانبين من السيطرة على السوق إلا إذا استولى على مواقع تمركز الطرف الآخر التي تطل على السوق والمدينة الصغيرة المرتبطة به”.
وسوق قانية توسَّع وأصبح بمثابة مدينة صغيرة، بسبب مرور المسافرين، وشاحنات النقل، طوال السنوات الماضية أو جزء كبير منها، من الطريق الذي يؤدي من مأرب إلى صنعاء ويمر بـ “سوق قانية”، جراء الإغلاق الطويل لطريق مأرب- صنعاء، الذي يمر عبر “فرضة نِهْم”.
وصباح اليوم، تمكَّنتْ مليشيا الحوثي من قطع الطريق الرئيسة التي تصل محافظة مأرب بعزلة قانية، بهدف عزل الأخيرة وقطع الإمدادات القادمة إليها من مأرب، وهو ما أضعف رجال المقاومة القبلية وقوات الجيش في “قانية”، وعزز من فرص مليشيا الحوثي في الاستيلاء على هذه العزلة بشكل كامل، بما في ذلك مركزها.
وأكدت المعلومات إن مسلحي الحوثي صاروا يسيطرون نارياً على الطريق الإسفلتي التي تربط محافظة مأرب بـ “قانية” التي أصبح الحوثيون يحاصرونها من ثلاث جهات.
وقال مصدر مطلع لـ”الشارع”: “طالما ومليشيا الحوثي تحاصر قانية من ثلاث جهات، فالطريق الرئيسي القادمة من مدينة مأرب والمتوجه إلى صنعاء أصبح مقطوعاً، فلا يوجد أي طريق آخر للمسافرين غير هذا الطريق الاسفلتي، وبالتالي أصبح المسافرون لا يستطيعون التنقل بين مأرب وصنعاء، لأن الطريق الآخر مقطوع أيضاً؛ طريق مأرب- صنعاء الذي يمر عبر فرضة نِهْم، وهو مفتوح من اتجاه واحد فقط (من جهة الحوثيين).. السائقين لا يستخدمون هذا الطريق، ويستخدمه فقط سائقي السيارات المنتمين إلى نِهْم وأرحب للقدوم إلى مأرب”.
وقال ناشطو مليشيا الحوثي في وسائل التواصل الاجتماعي إن مليشياتهم تمكَّنتْ من السيطرة على “سوق قانية”، و”قانية” بالكامل، فيما نفى النشطاء المناصرون للجيش ذلك، وتحدثوا عن “انسحاب تكتيكي وضع مليشيا الحوثي وسط كماشة”.
 ونقل موقع “نيو يمن” عن مصادر قبلية قولها إن “مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، تمكَّنتْ، بعد معارك عنيفة دارت اليوم، من السيطرة على آل المطلوع، تحت قرية الجربان، وعلى سوق قانية بالكامل، بعد مواجهات قتل خلالها 6 من المتحوثين بقذيفة هاون للجيش”.
وأكد الموقع أن مليشيا الحوثي تمكَّنتْ، أيضاً، من “قطع الطريق الرابط بين قانية ومديرية ماهلية، التابعة لمحافظة مأرب”، وقال إن ذلك “أدى إلى حصار المقاتلين من بني عبد ومراد، وبعض أبناء قانية، وقطع الخط على أي إمدادات لمن لا يزالون في ميسرة الجبهة على امتداد الخط”.
وأضاف الموقع: “واتهمت المصادر قوات محور البيضاء بالتقاعس على مدى خمسة أيام والمعارك على أطراف قانية، وامتنعت عن تعزيز أبناء القبائل بالأفراد أو السلاح”.
ودفعت قبيلة مراد، اليوم، بتعزيزات قبلية إلى “قانية”، فيما تسعى مليشيا الحوثي إلى عقد اتفاق مع هذا القبيلة القوية يقضي بإيقاف القتال في أراضي هذه القبيلة، وبينها “قانية”، مقابل السماح لمقاتلي المليشيا بالتقدم نحو مأرب؛ وفقاً لمصادر “الشارع”.
وأبلغت مصادر قبلية “الشارع” أن عدداً من مشائخ قبيلة مراد الموالين لمليشيا الحوثي، ولقيادات مؤتمرية تابعة للمليشيا، يدفعون نحو عقد اتفاق بين القبيلة والمليشيا، في ظل رفض واسع من قبل غالبية مشائخ وأفراد القبيلة. وإذا ما تم التوصل إلى هذا الاتفاق، فالمليشيا ستتمكن من تحييد واحدة من أكبر القبائل المناهضة لها، كما ستتمكن، بعد ذلك، من التقدم بسهولة نحو مدينة مأرب للسيطرة عليها.
وتعليقاً على ذلك، قال مصدر ثاني مطلع لـ “الشارع”: “كل يوم تتضح الصورة بأن الحرب على أطراف قانية تتحول إلى حرب مراد على مراد.. فالقتال هناك يجري، بشكل رئيس، بين أفراد من قبائل مراد الموالية للمؤتمر الشعبي العام الموالي للحوثي (بقيادة حسين حازب وبعض وجاهات آل مجيديع)، مدعومين بتعزيزات كبيرة من مليشيا الحوثي، وبين أفراد ينتمون إلى قبائل مراد المنتمية لحزب المؤتمر المعادي للمليشيا، والمدعومين من الشرعية، مع تواجد عدد بسيط ومتواضع للموالين لحزب لإصلاح، والذين يقاتلون مع البقية بدافع الداعي القبلي فقط، وهذا الجزء من مراد مدعوم بمقاتلين من قبيلة العبدية، وعدد من أبناء قانية، ووجود رمزي لقوات الجيش”.
وأضاف المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه: “الحوثي يلعب على التناقضات الحزبية والقبلية، وتنافس وجاهات ومشائخ قبيلة مراد على الظهور، كما يلعب الحوثي على الثارات القبلية القديمة بين آل بحيبح والصلاحي، والخلافات القبلية بين قبائل مراد، والاستقطاب من الطرفين على أشده..”.
وتابع: “إذا انتصر الحوثي، ومن معه، في قانية، فقد نخسر المناطق الجبيلة الممتدة من منطقة المناقل إلى منطقة الصدارة، ومديرية ماهلية بالكامل، وسيتمكن مسلحو الحوثي، حينها، من السيطرة نارياً على مديرية الجوبة، من الجبال المطلة عليها.. لا استطيع استقراء المستقبل؛ لأن الوضع مربك.. ولكن إذ لم يتم، بالشكل المطلوب، تعزيز ودعم قبائل مراد التي تقاتل الحوثيين في قانية.. ورجال هذه القبائل يقاتلون الحوثيين في قانية بمفردهم وببسالة كبيرة.. فستكون عواقب ذلك كارثية علينا جميعاً وعلى مأرب بشكل خاص.. فالحوثي يتقوى كل يوم عبر اللعب على التناقضات الحزبية والثارات القديمة.. وتغير موازين القوى على أرض الواقع يدفع بمجاميع قبلية من قبائل مراد وغيرها إلى الالتحاق بمليشيا الحوثي”.
على صعيد متَّصل، قال مصدر ثالث مطلع في مأرب لـ “الشارع” إن تعزيزات عسكرية خرجت، قبل مغرب اليوم، من معسكر النجدة (أو ما تسمى قوات الدوريات وحماية الطرق) ومن معسكر حماية المنشآت في مدينة مأرب، وتوجَّهتْ إلى جبهة قانية لتعزيز الجيش والمقاومة القبلية هناك، مشيراً إلى أن هذه التعزيزات مكونة من مئات الأفراد مزودين بأسلحتهم الشخصية فقط، وليست فيها أي آليات عسكرية ثقيلة.
وأوضح المصدر: “قوات النجدة وقوات حماية المنشآت ليستا مرتبطتين بالجيش، لكن كان من الضروري تعزيز جبهة قانية؛ لهذا تم الدفع بتعزيزات من هذين المعسكرين. معسكرات الجيش كثيرة في مأرب وكان يجب أن يتم الدفع بتعزيزات منها، لكن يبدو أن أغلب قوات الجيش موزعة على الجبهات، مع الأخذ في الاعتبار أن الحرب الجارية ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين استهلكت كثير من قوات الجيش في مأرب”.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا